المعرض الفردي الأول في نيويورك

هيفاء بنت عبد الله (من مواليد عام ١٩٨١م في الرياض، تعيش وتعمل في مدينة جدة) هي فنانة تشكيلية لـلوحات مشرقة الألوان. على مدى السنوات الماضية إنتشرت مشاريع إبداعية عدة للفنانين والفنانات التشكيلين الشابات من المملكة العربية السعودية. كان الفن منفذهم في قوة التعبير الفردية، التي تعالج قضاياهم المختلفة إبتداءً من الشخصية ووصولاً إلى قضايا المجتمع. فقد تمكنوا رواية قصصهم بأساليب ومواضيع متعددة من خلال أعمالهم الإبداعية، التي أسَرَت جمهور عالمي.

وفي حين أن الوسائل والتكنولوجية الحديثة كانت أدوات لعديد من الفنانين إلا أن البعض الآخر، كهيفاء بنت عبد الله، فضل الإبداع بالأسلوب العريق في الرسم والذي يشهد الآن نهضة على الصعيد العالمي. فقد بدأ اهتمامها في ٢٠٠٠ بممارسة الفنون الجميلة من بعدما تعرفت على الفنانة التشكيلية السعودية القديرة منى القصبي، حيث اكتشفت هيفاء بنت عبد الله موهبتها الفنية. فتعرفت حينها على مرونة أدوات الألوان الزيتية في نقل الأحاسيس. فقد أصبحت ألوان الطلاء جوهر أعمالها اليوم.

كإبنة الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، فإن نشأتها كانت متأصلة بالثقافة والتراث السعودي. ففي سلسلة الـ25 لوحة الجديدة من عام ٢٠١٥، غالبا ما تظهر محاور من الحياة اليومية التقليدية السعودية، بحيث يتم مزجها بطرق عشوائية ومثيرة للدهشة بأسلوب جديد وجريء. فتحويلاتها الخيالية هي تحولات البصرية، التي إستمدتها من مملكة الخيال الذي يناظر أعمال قدوتها من الفنانين التشكيلين ومن بينهم ماغريت ودالي وفريدا كالو.

اللوحة الأولى في هذه السلسلة هي "النرجيلة"، الرأس الأشقر لشخص محنك والمنبثق من الشيشة وكأنه حلم. والصورة الأخرى هي بعنوان "العود"، والتي تصور فيها، إمرأة تقليدية متوازنة فوق زجاجة من العطر، منقبة الوجه تظهر فيه عيناها العريضتان بشكل دراماتيكي. ولوحات أخرى تشير إلى أوهام الفن ومخلوقاته، كالرجل الأخضر البشرة الخارج إلى الوجود عبر الطلاء والفرشاة. كما لديها لوحات لنساء منهم المتجسد في شمعة أو المنعكس عبر مرآة ذهبية متصدعة، أو بكاءها الذي يتحدث فيها عن مرور الوقت والخسارة.

"رذاذ"، من الأعمال الساحرة، حيث يظهر رأس إمرأة ذات شعر أزرق يذيلها إمتداد لحجاب ملون من اللون الأزرق الملكي على أرضية حمراء وفمها مفتوح تخرج منه صرخة من الألم والغضب حيث تنفجر بشكل ثوري من حبسها داخل قنينة.

وجه واقعي آخر، تم تصويره في لوحة تحت عنوان"محجوب"، وهي عبارة عن صورة مرسومة بدقة لرجل ينسكب من دلة ذهبية تم تنفيذها بشكل جميل، والدالة عبارة عن إبريق قهوة عربي تقليدي، وتعتبر هذه اللوحة إضاءة أخرى من هذه السلسلة.

كما تصور لوحة "دخون"، رأس الرجل المكلل بالدخان، يحتضنه موقد البخور. فنمط لباسه دلالة على ظهوره من فترة سابقة.

كل ما هو مشترك في هذه الأعمال هو موضوعات تحول الهويات، الموازي للتغيرات السريعة التي تميز عالمنا المعاصر.
هذه السلسلة ستكون في أول معرض منفرد للرسامة في الولايات الأمريكية المتحدة. سيتم عرضها في ستيلان هولم في نيويورك في أبريل/نيسان ٢٠١٦. فستذهب جميع عائدات المعرض إلى جمعية عقل الطفل، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى تحويل حياة الأطفال الذين يعانون في صحتهم العقلية وإضطرابات في التعلم وحياة أسرهم.


عن جمعية عقل الطفل:

جمعية عقل الطفل هي منظمة غير ربحية مستقلة مكرسة لتحويل حياة الأطفال الذين يعانون في صحتهم العقلية ومن إضطرابات في التعلم، وحياة أسرهم. ففرقنا تعمل كل يوم لتقديم أعلى معايير الرعاية، في تطوير علم نمو الدماغ وتمكين الآباء والمهنيين وصانعي السياسات لدعم الأطفال على تحقيق إمكاناتهم الكاملة في المدرسة وفي الحياة حيث ووقتما هم بأمس الحاجة إلى هذا الدعم.

لمعرفة المزيد www.childfund.org